صحيفة أمريكية: تنسيق سعودي ــ صيني لبيع النفط بـ«اليوان»

اقتصاد0 تعليق391ارسل لصديقنسخة للطباعة

العالم - السعودية

وذكرت المصادر أن المحادثات مع الصين بشأن عقود النفط بأسعار «اليوان» متوقفة منذ ست سنوات، لكنها تسارعت هذا العام مع تزايد «عدم رضا السعوديين عن الالتزامات الأمنية الأميركية المستمرة منذ عقود للدفاع عن المملكة».

وبدأت توجهات السعودية تتغير بسبب تغير دعم الولايات المتحدة لحربها في الحرب اليمنية، ومحاولة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إبرام صفقة مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وعلى الصعيد العملي، تشتري الصين أكثر من 25٪ من النفط الذي تصدره المملكة العربية السعودية. وإذا جرى التسعير باليوان، فإن هذه المبيعات من شأنها أن تعزز مكانة العملة الصينية.

كما يدرس السعوديون إدراج العقود الآجلة المقومة باليوان، والمعروفة باسم «بترويوان»، وهي نموذج تسعير شركة النفط العربية السعودية، المعروفة باسم «أرامكو».

وستكون هذه الخطة تحولا عميقا بالنسبة إلى السعودية لتسعير حتى بعض صادراتها من النفط الخام البالغة حوالي 6.2 ملايين برميل يوميا بأي شيء آخر غير الدولار.

وتتم غالبية مبيعات النفط العالمية، أي نحو 80٪ منها بالدولار، وقد تداول السعوديون النفط حصريا بالدولار منذ عام 1974، في صفقة مع إدارة الرئيس نيكسون، وتضمنت وقتها ضمانات أمنية للمملكة.

من جهتها، كانت الصين قد قدمت عقود نفط بسعر اليوان في عام 2018 كجزء من جهودها لجعل عملتها قابلة للتداول في جميع أنحاء العالم، لكنها لم تحدث أي تأثير بسبب هيمنة الدولار على سوق النفط.


كما أن بكين كثفت من مساعدتها للرياض، حيث عملت معها على بناء صواريخها الباليستية الخاصة بها، وتشاورت بشأن برنامج نووي وبدأت الاستثمار في مشاريع محمد بن سلمان، وأبرزها «نيوم».

أوائل هذا العام، التقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وزير الخارجية الصيني وانغ يي في الصين، كما دعت السعودية الرئيس الصيني شي جين بينغ لزيارتها في وقت لاحق من هذا العام أيضا.

وبالتوازي، تدهورت العلاقة السعودية مع الولايات المتحدة في عهد بايدن، الذي قال في حملته عام 2020 إن المملكة يجب أن تكون «منبوذة» لمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018.

كما انخفض استيراد الخام السعودي الذي وصل الى مليوني برميل يوميا أوائل التسعينيات، الى أقل من 500 ألف برميل يوميا في عام 2021، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

في المقابل، تضخمت واردات الصين من النفط على مدى العقود الثلاثة الماضية، بما يتماشى مع اقتصادها الآخذ في التوسع.

وكانت السعودية أكبر مورد للنفط الخام للصين في عام 2021، حيث باعت 1.76 مليون برميل يوميا، تليها روسيا بـ 1.6 مليون برميل يوميا، وفقا لبيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية.

ووصف مسؤول أميركي كبير فكرة بيع السعوديين النفط للصين باليوان بأنها «شديدة العدوانية» و«ليست مرجحة جدا».

وأضاف إن السعوديين طرحوا الفكرة في الماضي عندما كان هناك توتر بين واشنطن والرياض.

أما في الرياض، فقد حذر بعض المسؤولين محمد بن سلمان من أن قبول مدفوعات النفط باليوان سيشكل مخاطر على الإيرادات السعودية المرتبطة بسندات الخزانة الأميركية في الخارج ومحدودية توافر اليوان خارج الصين.

ومن المرجح أن يعتمد التأثير على الاقتصاد السعودي على كمية مبيعات النفط المعنية وسعر النفط، مع العلم بأن السعوديين يخططون للقيام بمعظم المعاملات النفطية بالدولار، لكن هذه الخطوة قد تغري المنتجين الآخرين بتسعير صادراتهم الصينية باليوان أيضا. وستكون أبرزها روسيا وأنغولا والعراق.

بالإضافة الى ذلك، قال مصدر مطلع إن المحادثات مع الصين بشأن تسعير النفط باليوان بدأت قبل قيام ابن سلمان بأول زيارة رسمية للصين في عام 2016.

وطلب من وزير الطاقة وقتها خالد الفالح دراسة الاقتراح.

وعليه، أصدر الفالح تعليماته إلى «أرامكو» بإعداد مذكرة تركز بشكل كبير على التحديات الاقتصادية للتحول إلى تسعير اليوان.

المصدر: جريدة الأخبار


الذهاب الى مصدر الخبر
إخترنا لك




أخبار ذات صلة