باشاغا في القاهرة ... لايوجد أفق لحل الأزمة الليبية حاليا

أهم الاخبار قناة العالم0 تعليق481ارسل لصديقنسخة للطباعة

العالم - ليبيا

وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مصرية عن أن رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس النواب، فتحي باشاغا، زار القاهرة أخيراً، بشكل غير معلن، والتقى رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وتمّ بحث التطورات الأخيرة في ظل استمرار حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة في مواصلة أعمالها ورفضها تسليم مهامها لحكومة باشاغا، واستمرار إغلاق المجال الجوي أمام الطيران القادم من شرق ليبيا.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الزيارة التي لم تستمر سوى ساعات قليلة، تطرقت إلى المساعي الدولية لحل الأزمة السياسية الراهنة في ليبيا، والطروحات التي تسوقها بعض القوى الدولية الفاعلة في المشهد الليبي.

وأشارت المصادر إلى أن باشاغا بحث مع اللواء عباس كامل والمسؤولين في اللجنة الوطنية المصرية المعنية بالملف الليبي، المقترح الأخير المقدم من السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، والذي يتضمن استمرار حكومة الدبيبة إلى حين الانتهاء من إجراء الانتخابات الرئاسية في ليبيا خلال مدة زمنية قصيرة ومحددة، شريطة عدم ترشح الدبيبة للرئاسة خلال الانتخابات المقبلة، في مقابل أخذ باشاغا خطوة إلى الوراء على أن يترشح للانتخابات الرئاسية بدعم وتوافق دوليين.

ولفتت المصادر إلى أن المقترح الأميركي شهد تعثراً مفاجئاً خلال الأمتار الأخيرة له، في ظل تبدل في مواقف بعض القوى الإقليمية التي أبدت قبولها مبدئياً له، بالإضافة إلى رفض الدبيبة نفسه تقديم ما يفيد بامتناعه عن الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأوضحت المصادر أن باشاغا بحث مع المسؤولين المصريين المبادرة المقترحة لترتيب لقاء بينه وبين الدبيبة، بوساطة دولية من المبعوثة الأممية ستيفاني وليامز، والسفير الأميركي في ليبيا. وبحسب المصادر، فإن القاهرة التي تعد داعماً رئيسياً لباشاغا، لا تعارض عقد اللقاء، شريطة عدم تقديم رئيس الوزراء المكلف أي تعهدات خلاله، على أن تكون جلسة من شأنها استطلاع المواقف فقط.

ولفتت المصادر إلى أنه قبيل مغادرة باشاغا القاهرة، جرى التوافق على زيارة أخرى لاحقة، فيما لم يتم تحديد طبيعتها وهل ستكون رسمية أم غير معلنة أيضاً.

وبحسب المصادر، فإن زيارة باشاغا إلى القاهرة، جاءت بعد يوم واحد من زيارة مماثلة قام بها رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق عقيلة صالح إلى القاهرة، التقى خلالها اللواء عباس كامل، وشهدت مباحثات بشأن تخفيض مستوى الخلافات بين صالح وباشاغا، بسبب ما وصفته المصادر بصراعات متعلقة بعدد من المناصب وتوزيعاتها.

وكشفت المصادر أن زيارة صالح إلى القاهرة، جرى خلالها التوافق بشأن مجموعة من الإجراءات خلال الفترة المقبلة، من واقع منصبه الذي تؤكد القاهرة أنه صاحب الشرعية الرئيسية في ليبيا في الوقت الراهن، على حد تعبير أحد المصادر.

وتزامنت زيارة باشاغا إلى القاهرة مع زيارة ريتشارد نورلاند مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى ليبيا وسفير واشنطن في طرابلس وتقول المصادر إن نورلاند عرض على اللواء عباس كامل باعتباره المسؤول الأول عن الملف الليبي في القاهرة، ثلاثة تصورات ومقترحات قدمتها أخيرا المستشارة الأممية ستيفاني وليامز لحل سياسي للأزمة الليبية، بخلاف المقترح الأخير الذي أشرف عليه نورلاند نفسه.

ولفتت المصادر إلى أن كامل أبدى تحفظ مصر على كافة المقترحات المقدمة، مبدياً تمسك القاهرة بدعم باشاغا كرئيس شرعي لحكومة ليبية يجب أن تتولى مهامها في أسرع وقت ممكن.

كما كشفت المصادر طبيعة المقترحات المقدمة من المستشارة الأممية، والتي أعادها نورلاند خلال لقاءاته في القاهرة، مشيرة إلى أن أحد المقترحات يتضمن اختيار شخصية قضائية يتم التوافق عليها من مجلس القضاء الليبي، تتولى إدارة البلاد لمرحلة انتقالية قصيرة يتم التجهيز خلالها لإجراء الانتخابات. كما تضمّن أحد المقترحات بحسب المصادر، صيغة توافقية تتضمن حكومة تشاركية بين الدبيبة وباشاغا.

وقال أحد المصادر المطلعة على مشاورات نورلاند في القاهرة: "يمكن القول إن الوضع الراهن بوجود رئيسي حكومة في ليبيا، سيستمر نحو ثلاثة أشهر على الأقل، في ظلّ تمسك كل طرف بموقفه، وانشغال القوى الكبرى بالحرب الروسية على أوكرانيا".

وأوضح المصدر أن ما يدعم استمرار الوضع الراهن في ليبيا لعدة أشهر مقبلة، هو تنحية سيناريو الحل العسكري، كاشفاً أن اتصالات جرت على المستوى الاستخباري بين مصر وتركيا، بشأن الأوضاع في ليبيا، توصلت إلى توافق بشأن عدم السماح بأي اقتتال بين مليشيات وكتائب غرب ليبيا.

وفجّر المصدر وثيق الصلة بالملف الليبي مفاجأة متعلقة بأحد المعوقات التي باتت تواجه القاهرة في ليبيا، مشيرا إلى أن هذا العائق تمثل في الدعم الإماراتي للدبيبة، قائلاً إن "الإمارات مصرة على معارضة المصالح المصرية"، مستدركاً "إلا أن هناك تفهماً في مصر لهذا المسلك، خصوصاً في ضوء التقارب التركي الإماراتي والذي وصل حد التحالف في بعض الملفات".


الذهاب الى مصدر الخبر
إخترنا لك




أخبار ذات صلة